عدد الرسائل : 265 العمر : 34 العمل/الترفيه : الطيران بعالم الحب والرومانسية المزاج : رومانسي اعلام الدول : المهنة : الهواية : تاريخ التسجيل : 13/02/2009
موضوع: من خلف استار الشتاء السبت فبراير 21, 2009 8:41 am
من خلف أستار الشتاء
مع نهاية رحلة الشمس وزوالها للغروب في أحد أيام برد الشتاء القارص تبدأ بين طيات الليل قصص وروايات .
فهذا الثلج بدأ يتساقط على جنبات الطريق ليقتل وحشة الليل وظلمته ببياض لونه ليبدد الظلمات وكأننا نعيش ليلة مقمرة ولكن !!! بحضور النجمات.
وتهب رياح البرد القارص لتتلاعب بأطراف نافذة من خلفها تقف فتاة تشكو للنجمات حالها وحال أحلامها مع من تحب على ضوء شمعات تزين غرفتها ومن دون أن تشعر تهرب من عينيها الدمعات . فيبرق لمعان النجمات على خديها وكأنه يكفف دمعات هطلت من مقلتيها .
فيسير السحاب خفية ليختلس السمع ومن دون أن يشعر حجب صوت الفتاة عن النجمات وزاد الليل ظلمة ووحشة فكان أشبه بضيف ثقيل قتل روعة الحوار فساد الصمت المكان.
وعلى الطرف الآخر لنفس الشارع الساكن بسكون غيمة ونجمة ودمعة و فتاة ونافذة ... يجلس بنفس الصمت والسكون أمام المدفئة الصغيرة شاب ولكن!!! في نفسه حديث طويل مع تلك النجمات ذاتها التي حجب عنها الرؤية السحاب فكان يناشدها عن فتاة سكنت قلبه وكان يؤنس وحدته بماضي الذكريات عندما كان يعيش في أيام الطفولة ومحبوبته إلى جانبه وكيف كان يمرجحها على تلك الأرجوحة المتعلقة بأغصان شجرة فارعه كانوا يلعبون تحت ظلها الوافر وبينما هو كذلك !!!
برق بريق الرعد فأضاء المكان من حوله فذهب مسرعاً باتجاه الشباك ليتفقد حال صورة كان ينظر إليها بتمعن وصمت فوجدها تلاشت بين طيات السحاب وأصبحت تلك النجمات أحبار خطت في دفتر ذكرياته .
ولم يتبقى سوى مصابيح شارع بالكاد تضيء ماتحتها فأخذ معطفه وذهب يمشي تحتها ليقتل وحشة سكون الشارع بقرع خطواته على رصيفه .
وماهي إلا سويعات وتعلن الشمس شروقها لتعلن عن مولد يوم جديد لتذيب بأشعتها ماعلى الأرض من جليد . وتعيد للحياة بهجتها بتغريد العصافير فتقتل وحشة ليل مضى بسكونه العارم.
ولكنها تركت فتاة ملقاة على فراشها فلقد أعياها السهر من ليلة قضتها خلف نافذة غرفتها تشكو للنجم بغياب القمر .
كما تناست الشمس بشروقها شاب جاب الطرقات بقرع خطوات تؤنس وحشة أرصفة بالكاد تداعبها الإضاءات ولم يصل إلى مبتغاه بعد فهو يفتقد إلى الحبيبة . وهي تشكو للنجمات منه إليه .
فهذا حال العشاق المتلهفين إلى أحضان اللقاء ليقتلوا بها برد الشتاء.